رحلة في ظلال الحكم العطائية: غذاءٌ للروحِ ونقاءٌ للنّفس

 

شرح مختصر لمحتوى الدورة

الحمد لله الذي جعل في أقوال أوليائه وحِكم العارفين نورًا يبدّد ظلمات القلوب، ودواءً يداوي جراح النفوس، وسكينةً تُلهم السائرين على درب الوصول إليه.
فما كلمات العارفين إلا شُعاعٌ من أنوار القرب، وقطرات من بحر الحكمة، تبعث الحياة في القلوب الميتة، وتوقظ في الأرواح شوقها إلى خالقها، وتدلّ الحائرين على الطريق.
في هذه الدورة الممتدة على يومين، نعيش مع نفحات الحكم العطائية للإمام ابن عطاء الله السكندري رحمه الله، نتفيّأ ظلال معانيها، ونغوص في أعماق أسرارها، نستخرج من دررها ما يُعين على تهذيب النفس وتزكيتها، وتقوية الصلة بالله عز وجل، واكتشاف معاني الرضا والتسليم، وتنمية الروح بالذكر والتأمل، حتى يغدو القلب أنقى، والنظر أوضح، والخطى أثبت في طريق السالكين إلى الله

لماذا هذه الدورة؟

لأن الحكم العطائية ليست كلمات تُتلى في مجالس الوعظ فحسب، بل هي منهاج حياة وزادٌ يوميّ للسائرين إلى الله.
هي حكمةٌ تربط بين الشريعة والحقيقة، وبين العلم والعمل، وبين الجهد الظاهر والسكون الباطن.
فيها تذكيرٌ بأن الطريق إلى الله لا يُقطع بكثرة الأفعال فحسب، بل بصفاء النية، وحضور القلب، وصِدق التوجّه.
إنها دورة لمن أرهقته الماديات، وأثقلته الهموم، واشتاق إلى لحظة صدقٍ مع نفسه وربّه. دورةٌ تُعيد ترتيب الأولويات، وتحرّر القلب من ضجيج الدنيا، لتقول له: قف قليلًا، وتذكّر إلى أين تمضي؟

 ماذا ستكسب من المشاركة؟

فهم أعمق لرحلة القلب إلى الله، وكيف يزكو الإنسان حين يُطهّر باطنه كما يُصلح ظاهره  –
وسائل عملية للارتقاء الروحي، من خلال التأمل في النفس ومحاسبتها، والتخلّص من العوائق التي تحجب النور عن القلب  –
إحياء لفضيلة الذكر والتفكّر، واستحضار لحلاوة القرب في لحظات الصدق والسكينة  –
فرصة للتأمل والمراجعة الذاتية في جوٍّ إيمانيٍّ هادئ، ورفقةٍ صالحة تُعين على الثبات في طريق الطاعة  – 
إطلالة على معاني الرضا والتسليم التي تجعل العبد مطمئنًا بقدر الله، راضيًا بعطائه، ثابتًا عند البلاء  –
ختامًا
إنها دعوة لرحلة داخلية لا تُقاس بخطواتٍ تُقطع، بل بلحظات صدق تُعاش.
رحلةٌ تُعيد ترتيب البوصلة، وتنعش القلب بذكر الله، وتفتح أبواب السير نحو النور لمن صدق في طلبه فيها نقف على عتبة قول ابن عطاء الله رحمه الله: 
“من لم تكن له بداية محرقة لم تكن له نهاية مشرقة”
فلتكن هذه الدورة بدايةً محرقةً بالنية الصادقة والشوق الصافي، تؤدي إلى نهايةٍ مشرقةٍ بالمعرفة والأنس بالله.